موقع احمد ابوالفاوى فى العلوم الاجتماعية
معزتكم وسط عيني بدم القلب اغذيها
لا الساعات تنسيني
ولا الايام تمحيها...

مدير الموقع/ احمد ابو الفاوى
موقع احمد ابوالفاوى فى العلوم الاجتماعية
معزتكم وسط عيني بدم القلب اغذيها
لا الساعات تنسيني
ولا الايام تمحيها...

مدير الموقع/ احمد ابو الفاوى
موقع احمد ابوالفاوى فى العلوم الاجتماعية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع احمد ابوالفاوى فى العلوم الاجتماعية

العصر والمجتمع / مواضيع اجتماعيه
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الانوثة والرجولة المغلوطة.rtf

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احمد ابو الفاوى
احمد ابو الفاوى فى العلوم الاجتماعية



عدد المساهمات : 277
تاريخ التسجيل : 31/03/2010
العمر : 58
الموقع : احمد ابو الفاوى فى العلوم الاجتماعية

الانوثة والرجولة المغلوطة.rtf Empty
مُساهمةموضوع: الانوثة والرجولة المغلوطة.rtf   الانوثة والرجولة المغلوطة.rtf Icon_minitimeالثلاثاء مايو 04, 2010 9:28 pm

نوال السعداوى تكتب:الأنوثة والرجولة المغلوطة ٢٤/ ١١/ ٢٠٠٩
فى مطار القاهرة رأيتهن مقبلات نحوى، ثلاثا من الفتيات يرتدين قبعة البوليس، تصورت أن لديهن أمراً بالقبض علىّ أو منعى من السفر، لم تعد مثل هذه الأشياء تزعجنى، فهى جزء من ضريبة حريتى، ثمن تحررى منذ الطفولة من أنواع القمع كافة.
بينى وبين أجهزة البوليس والقمع عداوة تاريخية موغلة فى الزمن، منذ بداية العصر العبودى فى مصر الفرعونية، حين استولى على السلطة الإله «آمون»، بعد معركة كبيرة سقطت فيها إلهة السماء «نوت» وزوجها الطيب «جيب» إله الأرض، وابنتهما «معات» إلهة العدل، انتصرت القوة على الحق منذ ذلك الوقت حتى اليوم، تغلب الجيش والبوليس على الشعب المصرى نساء ورجالا، ونصّب الإله «آمون» نفسه الحاكم الإقطاعى الذكورى الأوحد فى الأرض والسماء، تم سحل الآلهة الأخرى إناثا وذكورا، على رأسهم نوت ومعات وإزيس وأوزوريس. المرأة فى منصب الألوهة أو الحكم لا تكون بالطبيعة أكثر عدلا من الرجل الحاكم، ليست البيولوجيا أو هرمون الأنوثة (الايستروجين) هو سبب العدل والرحمة، كم من نساء أكثر قسوة من الرجال وتعطشا للدماء، لم تكن حتشبسوت حاكمة عادلة، ارتدت لحية الذكور وتشبهت بالحكام الفراعنة فى السطوة وقهر العبيد والنساء، أما مارجريت تاتشر فكانت أكثر دموية من أغلب الرجال داخل بريطانيا وخارجها، ضاعت فى عصرها حقوق الفقراء والنساء، هيلارى كلينتون الأمريكية لا تقل دموية عن مارجريت تاتشر، يكفى أن نسمعها تتحدث لندرك الشبه بينها وبين نتنياهو وجولدا مائير وبن جوريون وشارون.
إنه النظام السياسى الاقتصادى الذى يحكم وليس الفرد ذكرا أو أنثى، فى مصر القديمة قبل الفرعنة المستبدة كان نظام الحكم أكثر إنسانية وعدلا، كان النساء والرجال على قدم المساواة، بل تفوقت إزيس على أخيها وزوجها أوزوريس فى الحكمة والفلسفة، وتفوقت أختها معات فى العدل عن رجال عصرها، تشربت إزيس ومعات بتعاليم أمهما الإنسانية، من وصية نوت إلى ابنتها إزيس عام ٤٩٨٨ قبل ميلاد المسيح: «لا أوصى ابنتى التى ستلى العرش من بعدى أن تكون الهة لشعبها تستمد سلطتها من قداسة الألوهية بل أوصيها أن تكون حاكمة رحيمة عادلة».
اقتربت فتيات الشرطة الثلاث منى، اكتشفت أن تحت القبعة البوليسية حجاباً دينياً ملفوفاً حول الرأس، لونه رصاصى بلون القبعة، ملامحن مصرية صميمة حميمة، البشرة السمراء بلون طمى النيل، عيون سوداء بلون الليل، وأسنان بيضاء مشعة بالضوء، الابتسامة المشرقة لسكان الوادى من الشمال إلى الجنوب، من المنابع فى بحيرة فيكتوريا إلى المصب فى البحر الأبيض المتوسط. تناقضت الابتسامة مع القبعة البوليسية، والبدلة الرسمية التى يرتديها رجا ل الشرطة، بالأشرطة فوق الكتفين أو الذراعين، فيما عدا البنطلون، بدلا منه كانت الجونلة أو ما تسمى «الجيب» الضيقة، تهبط قليلا تحت الركبتين، لونها رصاصى أيضا، لكنها لا تسمح بسرعة الحركة أو اتساع خطوة الساقين مثل البنطلون، لاحظت أن الفتاة منهن تمشى بخطوة بطيئة بالنسبة لزملائها الرجال. بدأت إحداهن الحديث:
· جينا نسلم عليكى يا دكتورة، مسافرة فين إن شاء الله؟
· انتم فى البوليس؟
· أيوه احنا شرطة المطار، المرأة المصرية بقت فى كل مكان حتى الشرطة، المساواة بين الجنسين، مش كده ولا إيه يا دكتورة؟
قلت:
· «إيه».
وضحكنا، تلفتت الفتيات حولهن فى توجس: ممنوع نقف نتكلم مع المسافرين، تسافرى وترجعى بالسلامة. تركتنى الفتيات لأنهى إجراءات السفر مع شركة الطيران، فى طريقى إلى شباك الجوازات رأيتهن، فتيات الشرطة الثلاث، يتقدمهن ضابط شرطة برتبة أعلى، يتحرك بخطوة وئيدة، يدوس الأرض بكل قدميه كما يفعل الرجال من ذوى الثقة بالنفس. اقتربوا حتى وقفوا أمامى، قال رجل البوليس:
· جيت اسلم عليكى يا دكتورة، كان نفسى أشوفك من زمان، مراتى وبناتى عندهم كل كتبك، بنتى الكبيرة سميناها على اسمك لأنها مثيرة للجدل ومش بتسمع الكلام، يعنى مشاكسة مشاغبة، أنا مبسوط منها لأنها جدعة ولا يمكن لزوجها يسيطر عليها، كلنا بنقول عليها راجل.
قلت له:
· ليه تقولوا عليها راجل؟ المرأة ممكن تكون شجاعة وجدعة من غير ما تتحول لرجل، مش كده ولا إيه؟
· أيوه صحيح وعندنا هنا فى الشرطة نساء أجدع من الرجال، زى زميلاتى دول. ابتسمت الفتيات فى زهو وسرور، قالت أجرؤهن:
· ما فيش فرق بينا وبين زملائنا، غير البنطلون. أيوه البنطلون، ممنوع نلبس البنطلون، لازم نلبس «الجيب» بالأمر، مش عارفين نتحرك بالجيب دى، مفروض علينا نلبسها مع أنها بتقيد حركتنا.
سألت:
· البنطلون ممنوع ليه؟ عشان الأنوثة يا دكتورة، البنطلون يعنى الرجولة، الجيب بتدى المرأة أنوثة، مش مفروض اننا نفقد أنوثتنا عشان بنشتغل فى البوليس، مش كده ولا إيه؟ لكن العمل فى البوليس يقتضى الحركة السريعة مش كده ولا إيه؟
· أيوه لكن الأنوثة عندهم أهم من سرعة الحركة. المفروض أن إتقان العمل أهم من إظهار الأنوثة، ثم إن الملابس لا علاقة لها بالأنوثة أو الرجولة، قد ترتدى امرأة بنطلوناً وتظل امرأة بكامل شخصيتها وأنوثتها، فما هى الأنوثة؟ وما هى الرجولة؟
رمقتنى الفتيات فى صمت، قالت أكثرهن جرأة:
· قلت لهم لازم نلبس البنطلون، لأنه عملى فى مهنة الشرطة، وحشمة أكتر من الجيب، لكن ما فيش فايدة لازم نطيع الأوامر، وإن كانت ضد المنطق والبديهة.
حلقت الطائرة فى الجو فاتسع الأفق أمامى، نهر النيل يشق الوادى الأخضر، يربط مصر بالسودان، تذكرت: فى السودان منذ أيام تم الحكم بالجلد على بعض الفتيات، لماذا؟ بسبب ارتدائهن البنطلون، أيكون البنطلون خطيرا إلى هذا الحد؟ كنت أرتدى «الجيب» مثل جميع طالبات كلية الطب فى منتصف القرن الماضى (العشرين)، أحسد زملائى الطلبة وهم يقفزون فى الأتوبيس، أمشى بخطوة بطيئة داخل الجيب الضيقة القصيرة، أشدها بيدى إن جلست حتى لا تنكشف الركبتان أو جزء من الفخذين. ارتديت مرة بنطلون أخى فأحسست كأنما أخرج من الزنزانة إلى الحرية، أحرك ساقى وأجرى أكاد أحلق فى الجو كعصفور، لكن الصبيان فى الشارع قذفونى بالطوب، الرجال الكبار صوبوا إلىّ نظرات مستنكرة وألفاظاً جارحة. مع أن البنطلون أكثر حشمة، أكثر طولا من الجيب، لا يكشف الساقين ولا استدارات الجسم، ما المشكلة فى ارتداء البنطلون؟
قالت أمى:
· الناس يتبعون التقاليد دون تفكير، يمشون فى الصفوف كالقطيع،
قلت لها:
· ليه ابقى زيهم؟،
قالت أمى:
· مين قالك تبقى زيهم؟
فى اليوم التالى ارتديت البنطلون، شققت طريقى بين الرجال أرد نظراتهم بنظرات أشد، قفزت فى الأوتوبيس بحركة سريعة، جسمى خفيف الحركة قلبى يخفق،
قال الزملاء والزميلات:
· مسترجلة، تتشبه بالرجال، فاقدة الأنوثة،
قالت زميلة:
· البنطلون لا ينقص شيئا من الأنوثة ولا يزيد شيئا من الرجولة،
وقال زميل:
· أقل النساء أنوثة أكثرهن تبرجا وخلاعة، وأقل الرجال رجولة أكثرهم خشونة وشوارب وعضلات.
فى البيت قالت أمى:
· الصدق والشجاعة والثقة بالنفس والذكاء هى الأنوثة الحقيقية:
· ما الفرق بين الأنوثة والرجولة؟
قالت أمى:
· الفرق فى التربية، لو تغيرت عقلية الأمهات تغيرت عقول الرجال والنساء.
حين تتلاشى الفروق الظاهرة بين الجنسين يشعر كثير من الناس بالذعر، تصوروا هذه الفروق طبيعية، هناك فروق بيولوجية بين الرجل والمرأة،
لكن العقل هو العقل فى الإنسان، الفرق بين الإنسان
منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ahmedfawy2011.yoo7.com
 
الانوثة والرجولة المغلوطة.rtf
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع احمد ابوالفاوى فى العلوم الاجتماعية :: قســــــــــــم العــــــــــلوم الاجتماعــــــــــية :: المراة والمجتمع-
انتقل الى: