احمد ابو الفاوى احمد ابو الفاوى فى العلوم الاجتماعية
عدد المساهمات : 277 تاريخ التسجيل : 31/03/2010 العمر : 58 الموقع : احمد ابو الفاوى فى العلوم الاجتماعية
| موضوع: الصراع النفسي حالة من التناقض داخل الإنسان الخميس يوليو 01, 2010 11:57 am | |
| الصراع يعني من الناحية اللغوية وجود طرفين على الأقل يحدث بينهما التناقض، لكننا نصف الصراع بأنه داخلي أي داخل أنفسنا، فمن أين تأتي أطراف هذا الصراع؟ وهنا يجب أن نذكر سيجموند فرويد 1856 ـ 1936 وهو عالم النفس المعروف، الذي يرجع إليه الفضل في توضيح الكثير من المفاهيم النفسية، سواء اتفقنا معه أو لم نوافق على كل ما جاء به، لكنه في حقيقة الأمر كان أول من تحدث عما يعرف بالعقل الباطن، وهو ذلك الجزء الذي تختزن فيه الخبرات والانفعالات والدوافع المختلفة، وهو يختلف عن العقل الواعي، الذي تخضع عملياته للتحكم المباشر للإنسان، ويتعامل مع حقائق الحياة، ومواقفها، ويفيدنا كثيراً هذا المفهوم في تفسير بعض أنماط السلوك الإنساني في حالات الصحة، أو الاضطراب النفسي.فالعقل الباطن كما يؤكد فرويد يمتلئ بكثير من الأفكار والعواطف والعقد والغرائز في صورة قوى تحمل كل منها شحنة انفعالية، والصراع النفسي ليس إلا تناقضاً داخل نفس الإنسان أو عقله الباطن بين قوتين أو أكثر من مكوناته، ويحدث ذلك نتيجة لموقف يكون على الإنسان، الاختيار بين أمرين مختلفين لكل منهما أهميته بالنسبة له، ويوصف هذا الصراع بأنه داخلي، لأنه يتم بين الأهداف والحاجات الخاصة بالفرد، مثل الصراع الذي يعاني منه شخص تربّى على القيم الأخلاقية والدينية حين يجد نفسه في موقف يثير شهوته.أشكال الصراعلا يجب أن نأخذ الصراع النفسي على أنه مصدر متاعب وشرور في كل الأحوال، فالحقيقة أن للصراع وظيفة إنسانية مهمة تدفع الإنسان إلى اختيارات تحقق له التقدم والتطور، ذلك إذا تم توجيه الطاقة من خلاله، لتحقيق أهداف إيجابية، لكنه ينقلب إلى مصدر تهديد مدمر، ونذير متاعب للأفراد والمجتمعات إذا ما تجاهلنا وتركناه، من دون حل، وذلك شأن كثير من الأشياء في حياتنا، فالسلاح يمكن أن يكون مفيداً في يد رجل الشرطة، لتحقيق الأمن للمجتمع، بينما يمكن أن يكون مصدر خطر في يد بعض المجرمين، وكذلك السيارة التي تساعدنا في التنقل من مكان إلى آخر يمكن أن نعتبرها وسيلة ذات فائدة عظيمة لكن إذا أخذنا نستخدمها بغير حكمة ونقودها بسرعة جنونية تصبح أداة تدمير وقتل، وحتى الطب النفسي كأحد التخصصات الطبية كثيراً ما يقوم الإنسان في بعض المناسبات بإساءة استغلاله، حتى تتقلب فوائده إلى شر وأذى، وهذه إحدى القضايا الأخلاقية المهمة، ففي بعض المستشفيات أثناء ممارسة الطبيب النفسي مهنته، يقوم بتهديد المريض إذا خرج عن الهدوء والقواعد، التي تفرض عليه بالإبرة المخدرة المؤلمة أو جلسة الكهرباء، ورغم أن هذه وسائل علاجية، إلا أنها في هذه الحالة تتحول إلى أداة خوف ضارة.يتضمن الصراع دائماً تناقضاً بين شيئين، يكون علينا الاختيار بينهما، أو فكرتين مختلفين، ويكون على المرء، في كل الحالات، أن يصل إلى حل لهذا الصراع، حتى يتحقق له الارتياح من حالة القلق والتوتر المصاحبة لاستمرار هذا الصرع، والحياة سلسلة متصلة من الصراع على الإنسان أن يتعامل معها حتى يتحقق التوافق.والنوع الأول من الصراع، ويسمي صراع الاقدام والاقدام هو الاختيار بين أمرين لكل منهما مميزات وقوة جذب، ولعل الكثير منا يواجه مثل هذا النوع في مواقف الحياة اليومية، مثلاً حين يكون عليك أن تختار بين مشاهدة مباراة مهمة في كرة القدم على القناة الأولى للتليفزيون، بينما تعرض القناة الثانية أحد الأفلام المثيرة، وهذا الموقف يواجهه كثير من الناس، حين يتعين عليهم الاختيار بين السفر إلى مكان بعيد فيه دخل كبير وبين الاستقرار في موطنهم الأصلي، أو بالنسبة للشباب في مقتبل حياتهم، حين تكون أمامهم فرصة جيدة للعمل، والحصول على عائد مادي، وتحقيق الثروة، التي يحلمون بها، وبين الاستمرار في الدراسة، لتحقيق مستويات علمية رفيعة، إن حل الصراع في كل هذه الحالات يكون بحسب الاختيار في اتجاه واحد حتى تنتهي حالة الاستقرار والقلق الناشئة عن الصراع.النوع الثاني من الصراع هو صراع الأحجام، ويتضح أن الاختيار هنا يتم بين أمرين ، لا يبعث أي منهما على الرضا والقبول، فهما، كما يقول الشاعر، أمران، أحلاهما مر، لا شك في أن الموقف هنا أصعب بكثير من نوع الصراع الأول الذي يكون الاختيار فيه من أمرين، كليهما جيد ومرغوب، ونفس الموقف هو الذي يعبر عنه المثل الشائع «الدفع أم الحبس»، والنوع الآخر بصراع الإقدام وهو يتضمن قبول الشيء بكامله، وبجوانبه الإيجابية والسلبيةمنقول المصدر/ http://www.arrouiah.com | |
|