موقع احمد ابوالفاوى فى العلوم الاجتماعية
معزتكم وسط عيني بدم القلب اغذيها
لا الساعات تنسيني
ولا الايام تمحيها...

مدير الموقع/ احمد ابو الفاوى
موقع احمد ابوالفاوى فى العلوم الاجتماعية
معزتكم وسط عيني بدم القلب اغذيها
لا الساعات تنسيني
ولا الايام تمحيها...

مدير الموقع/ احمد ابو الفاوى
موقع احمد ابوالفاوى فى العلوم الاجتماعية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع احمد ابوالفاوى فى العلوم الاجتماعية

العصر والمجتمع / مواضيع اجتماعيه
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الفصل التاسع عشر في العلوم العقلية و أصنافها لابن خلدون

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احمد ابو الفاوى
احمد ابو الفاوى فى العلوم الاجتماعية



عدد المساهمات : 277
تاريخ التسجيل : 31/03/2010
العمر : 58
الموقع : احمد ابو الفاوى فى العلوم الاجتماعية

الفصل التاسع عشر في العلوم العقلية و أصنافها لابن خلدون Empty
مُساهمةموضوع: الفصل التاسع عشر في العلوم العقلية و أصنافها لابن خلدون   الفصل التاسع عشر في العلوم العقلية و أصنافها لابن خلدون Icon_minitimeالخميس مايو 13, 2010 2:53 pm

الفصل التاسع عشر في العلوم العقلية و أصنافها

و أما العلوم العقلية التي هي طبيعية للإنسان من حيث إنه ذو فكر فهي غير مختصة بملة بل يوجد النظر فيها لأهل الملل كلهم و يستوون في مداركها و مباحثها‏.‏ و هي موجودة في النوع الإنساني منذ كان عمران الخليقة‏.‏ و تسمى هذه العلوم علوم الفلسفة و الحكمة و هي مشتملة على أربعة علوم‏.‏ الأول علم المنطق و هو علم يعصم الذهن عن الخطأ في اقتناص المطالب المجهولة من الأمور الحاصلة المعلومة. و فائدته تمييز الخطأ من الصواب فيما يلتمسه الناظر في الموجودات و عوارضها ليقف على تحقيق الحق في الكائنات نفيا و ثبوتا بمنتهى فكره‏.‏ ثم النظر بعد ذلك عندهم إما في المحسوسات من الأجسام العنصرية و المكونة عنها من المعدن و النبات و الحيوان و الأجسام الفلكية و الحركات الطبيعية‏.‏ أو النفس التي تنبعث عنها الحركات و غير ذلك. و يسمى هذا الفن بالعلم الطبيعي وهو العلم الثاني منها‏.‏ و إما أن يكون النظر في الأمور التي وراء الطبيعة من الروحانيات و يسمونه العلم الإلهي و هو العلم الثالث منها‏.‏ و العلم الرابع و هو الناظر في المقادير و يشتمل على أربعة علوم و هي تسمى التعاليم‏.‏ أولها‏‏ علم الهندسة و هو النظر في المقادير على الإطلاق‏.‏ إما المنفصلة من حيث كونها معدودة أو المتصلة و هي إما ذو بعد واحد و هو الخط أو ذو بعدين و هو السطح أو ذو أبعاد ثلاثة و هو الجسم التعليمي‏.‏ ينظر في هذين المقادير و ما يعرض لها أما من حيث ذاتها أو من حيث نسبة بعضها إلى بعض‏.‏ و ثانيها‏ علم الأرتماطيقي و هو معرفة ما يعرض للكم المنفصل الذي هو العدد و يما يوجد له من الخواص و العوارض اللاحقة‏.‏ و ثالثها‏‏ علم الموسيقى و هو معرفة نسب الأصوات و النغم بعضها من بعض و تقديرها بالعدد و ثمرته معرفة تلاحين الغناء. و رابعها‏‏ علم الهيئة و هو تعيين الأشكال للأفلاك و حصر أوضاعها و تعددها لكل كوكب من السيارة و الثابتة و القيام على معرفة ذلك من قبل الحركات السماوية‏ المشاهدة الموجودة لكل واحد منها و من رجوعها و استقامتها و إقبالها و إدبارها‏.‏

فهذه أصول العلوم الفلسفية و هي سبعة.‏ المنطق و هو المقدم منها و بعده التعاليم فالأرتماطيقي أولا ثم الهندسة ثم الهيئة ثم الموسيقى ثم الطبيعيات ثم الإلهيات و لكل واحد منها فروع تتفرع عنه‏.‏ فمن فروع الطبيعيات الطب. و من فروع علم العدد علم الحساب و الفرائض و المعاملات. و من فروع الهيئة الأزياج و هي قوانين لحسبانات حركات الكواكب و تعديلها للوقوف على مواضعها متى قصد ذلك.‏ و من فروع النظر في النجوم علم الأحكام النجومية‏.‏ و نحن نتكلم عليها واحدا بعد واحد إلى آخرها‏.‏

و اعلم أن أكثر من عني بها في الأجيال الذين عرفنا أخبارهم الأمتان العظيمتان في الدولة قبل الإسلام و هما فارس و الروم. فكانت أسواق العلوم نافقة لديهم على ما بلغنا لما كان العمران موفورا فيهم و الدولة و السلطان قبل الإسلام و عصره لهم. فكان لهذه العلوم بحور زاخرة في آفاقهم و أمصارهم‏.‏ و كان للكلدانيين و من قبلهم من السريانيين و من عاصرهم من القبط عناية بالسحر و النجامة و ما يتبعها من الطلاسم‏.‏ و أخذ ذلك عنهم الأمم من فارس و يونان فاختص بها القبط و طمى بحرها فيهم كما وقع في المتلو من خبر هاروت و ماروت و شأن السحرة و ما نقله أهل العلم من شأن البرابي بصعيد مصر‏.‏ ثم تتابعت الملل بحظر ذلك و تحريمه فدرست علومه و بطلت كأن لم تكن إلا بقايا يتناقلها منتحلو هذه الصنائع الله أعلم بصحتها‏.‏ مع أن سيوف الشرع قائمة على ظهورها مانعة من اختبارها‏.‏

و أما الفرس فكان شأن هذه العلوم العقلية عندهم عظيما و نطاقها متسعا لما كانت عليه دولتهم من الضخامة و اتصال الملك‏.‏ و لقد يقال‏ إن هذه العلوم إنما وصلت إلى يونان منهم حين قتل الإسكندر دارا و غلب على مملكة الكينية فاستولى على كتبهم و علومهم‏.‏ إلا أن المسلمين لما افتتحوا بلاد فارس و أصابوا من كتبهم و صحائف علومهم ما لا يأخذه الحصر كتب سعد بن أبي وقاص إلى عمر بن الخطاب يستأذنه في شأنها و تنقيلها للمسلمين‏.‏ فكتب إليه عمر أن اطرحوها في الماء فإن يكن ما فيها هدى فقد هدانا الله بأهدى منه و إن يكن ضلالا فقد كفاناه الله‏.‏ فطرحوها في الماء أو في النار و ذهبت علوم الفرس فيها عن أن تصل إلينا‏.‏

و أما الروم فكانت الدولة منهم ليونان أولا و كان لهذه العلوم بينهم مجال رحب و حملها مشاهير من رجالهم مثل أساطين الحكمة و غيرهم‏.‏ و اختص فيها المشاؤون منهم أصحاب الرواق بطريقة حسنة في التعليم‏.‏ كانوا يقرؤون في رواق يظلهم من الشمس و البرد على ما زعموا‏.‏ و اتصل فيها سند تعليمهم على ما يزعمون من لدن لقمان الحكيم في تلميذه إلى سقراط الدن ثم إلى تلميذه أفلاطون ثم إلى تلميذه أرسطو ثم إلى تلميذه الإسكندر الأفرادوسي و تامسطيوس و غيرهم‏.‏ وكان أرسطو معلما للإسكندر ملكهم الذي غلب الفرس علي ملكهم و انتزع الملك من أيديهم‏.‏ و كان أرسخهم في هذه العلوم قدما و أبعدهم فيها صيتا و شهرة‏.‏ و كان يسمى المعلم الأول فطار له في العالم ذكر‏.‏ و لما انقرض أمر اليونان و صار الأمر للقياصرة و أخذوا بدين النصرانية هجروا تلك العلوم كما تقتضيه الملل و الشرائع فيها‏.‏ و بقيت في صحفها و دواوينها مخلدة باقية في خزائنهم‏.‏ ثم ملكوا الشام و كتب هذه العلوم باقية فيهم‏.‏

ثم جاء الله بالإسلام و كان لأهله الظهور الذي لا كفاء له و ابتزوا الروم ملكهم فيما ابتزوه للأمم‏.‏ و ابتدأ أمرهم بالسذاجة و الغفلة عن الصنائع حتى إذا تبحبح السلطان و الدولة و أخذوا من الحضارة بالحظ الذي لم يكن لغيرهم من الأمم و تفننوا في الصنائع و العلوم‏ تشوفوا إلى الإطلاع على هذه العلوم الحكمية بما سمعوا من الأساقفة و الأقسة المعاهدين بعض ذكر منها و بما تسموا إليه أفكار الإنسان فيها‏.‏ فبعث أبو جعفر المنصور إلى ملك الروم أن يبعث إليه بكتب التعاليم مترجمة فبعث إليه بكتاب أوقليدوس و بعض كتب الطبيعيات‏.‏ فقرأها المسلمون و اطلعوا على ما فيها و ازدادوا حريصا على الظفر بما بقي منها‏.‏ و جاء المأمون بعد ذلك و كانت له في العلم رغبة بما كان ينتحله فانبعث لهذه العلوم حرصا و أوفد الرسل على ملوك الروم في استخراج علوم اليونانيين و انتساخها بالخط العربي‏.‏ و بعث المترجمين لذلك فأوعى منه و استوعب‏.‏ و عكف عليها النظار من أهل الإسلام و حذقوا في فنونها و انتهت إلى الغاية أنظارهم فيها‏.‏ و خالفوا كثيرا من آراء المعلم الأول و اختصوه بالرد و القبول لوقوف الشهرة عنه‏.‏ و دونوا في ذلك الدواوين و أربوا على من تقدمهم في هذه العلوم‏.‏ و كان من أكابرهم في الملة أبو نصر الفارابي و أبو علي بن سينا بالمشرق و القاضي أبو الوليد ابن رشد و الوزير أبو بكر بن الصائغ بالأندلس إلى آخرين بلغوا الغاية في هذه العلوم‏.‏ و اختص هؤلاء بالشهرة و الذكر و اقتصر كثيرون على انتحال التعاليم و ما ينضاف إليها من علوم النجامة و السحر و الطلسمات‏.‏ و وقفت الشهرة في هذا المنتحل على جابر بن حيان من أهل المشرق و على مسلمة بن أحمد المجريطي من أهل الأندلس و تلميذه‏.‏ و دخل على الملة من هذه العلوم و أهلها داخلة و استهوت الكثير من الناس بما جنحوا إليها و قلدوا آراءها و الذنب في ذلك لمن ارتكبه‏.‏ و لو شاء ربك ما فعلوه‏.‏

ثم إن المغرب و الأندلس لما ركدت ريح العمران بهما و تناقصت العلوم بتناقصه اضمحل ذلك منهما إلا قليلا من رسومه تجدها في تفاريق من الناس رقبة من علماء السنة‏.‏ و يبلغنا عن أهل المشرق أن بضائع هذه العلوم لم تزل عندهم موفورة و خصوصا في عراق العجم و ما بعده فيما وراء النهر و أنهم على ثبج من العلوم العقلية و النقلية لتوفر عمرانهم و استحكام الحضارة فيهم‏.‏ و لقد وقفت بمصر على تآليف في المعقول متعددة لرجل من عظماء هراة من بلاد خراسان يشتهر بسعد الدين التفتازاني منها في علم الكلام و أصول الفقه و البيان تشهد بأن له ملكة راسخة في هذه العلوم‏.‏ و في أثنائها ما يدل له على أن له إطلاعا على العلوم الحكمية وت ضلعا بها و قدما عالية في سائر الفنون العقلية‏ و الله يؤيد بنصره من يشاء‏.‏ و كذلك بلغنا لهذا العهد أن هذه العلوم الفلسفية ببلاد الإفرنجة من أرض رومة وما إليها من العدوة الشمالية نافقة الأسواق و أن رسومها هناك متجددة و مجالس تعليمها متعددة و داوينها جامعة و حملتها متوفرون و طلبتها متكثرون‏ و الله أعلم بما هنالك و هو يخلق ما يشاء و يختار‏.
موقع ابن خلدون للدراسات الإنسانية و الاجتماعية، موقالمصدرع الدراسات موقع ابن خلدون للدراسات الانسانية واجتماعيةpublisher تونس



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ahmedfawy2011.yoo7.com
 
الفصل التاسع عشر في العلوم العقلية و أصنافها لابن خلدون
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فصول العلوم عند ابن خلدون
»  ابن خلدون
» كتب العلوم الاجتماعية
» إبن خلدون وعصره
» نبذه عن ابن خلدون

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع احمد ابوالفاوى فى العلوم الاجتماعية :: قســــــــــــم العــــــــــلوم الاجتماعــــــــــية :: علـــــــــــــــــم اجتـــــــــــــــــــــــماع-
انتقل الى: